أسرار كوكب المريخ
لكوكب المريخ سحر خاص بالنسبة لسكان الأرض ، اذ لم یحظی ای جرم سماوی آخر باهتمام سكان الأرض ،بمثل ما كان من حظ المريخ ، هذا اذا علمنا أنه قد شغل اهتمام الناس وبالذات اهتمام الفلكيين على مدى الثلاثة قرون الأخيرة.
لقد ألفت أعداد غفيرة من المراجع عن هذا الكوكب الأحمر المريخ، وكانت أفكار المؤلفين حول الغازه، من الوفرة الى الحد الذي لعبت فيه الأساطير دورها و بقي مجهولا ، ووراء هذا الانجاز الضخم يوجد الدافع السيكولوجي أو ما نطلق عليه فضول الانسان.
يرجع السبب في هذا أيضا إلى اعتقاد الكثيرين بانهم اكتشفوا عالما جديدا بنباتاته ، بحيواناته وربما ببشره . لم يكن من نصيب هذه الخيالات الا التبخر في الهواء کتبن أذري في مهب الرياح ، ذلك أن الدول الكبيرة لم تدخر سعيا في ارسال أقمار صناعية ، تدور حول هذا الكوكب المليء بالأسرار ، کی تتبينه عن قرب ، بالاضافة الى ما يوجد على سطحه الآن من محطات بحث أوتوماتيكية لفحص تربته بهذا أصبح سطح الكوكب معروف لنا تماما شأنه في هذا شأن قمر الأرض . وفي الحقلين الذين هبطت فيهما محطتي الفضاء الأمريكيتين في عام ۱۹۷۹ تمت دراسة كثير من التفاصيل التي تصل في دقتها الى حجم حبيبات الرمل . لقدتمكنت أجهزة القياس الخاصة بمحطات الفضاء الأمريكية والروسية من دراسة ترکیب الغلاف الجوي للكوكب الأحمر ودرجة رطوبته ، و درجة حرارته ونشاط الريح فيه . هكذا و درست أيضا طبيعة الصخور وتر کیبها الكيميائي وسلوك الكوكب السیسمولوجی ( الزلزالي ) و بالاضافة الى متغيرات أخرى كثيرة .
قنوات المريخ وكان من أهم النتائج اكتشاف قنوات المريخ تلك التي الهبت خيال كتاب الأدب العلمي منذ عام ۱۸۷۷ ، من الواضح أن بعض الراصدين قد خدعوا فيما أسموه قنوات المريخ .
وقد ثبت أيضا أن الأجسام التي تدور حول المريخ ليست محطات فضائية الحضارات زالت انما أقمار طبيعية تابعة للكوكب الأحمر ، وايضا لا يوجد غطاء زراعی یکسو سطح الكوكب كذلك ولم تكتشف أية آثار تدل على وجود کائنات حية متطورة .
وبرغم هذا فقد اثبت الكوكب الأحمر اهميته كجسم سماوی مهم لمجالات البحث الحيوي للأجسام الأرضية.
طبيعه المريخ
يحتل المريخ الذي يبلغ نصف حجم الأرض، ويملك کتله تصل الى ۱۱٪ من كتلتها ، من الناحية الجيولوجية وضعا بين الأرض والقمر ، فعليه توجد فوهات بركانية كبيرة تذكرنا بسطح القمر وهذا يدل على أن قشرة السطح على الكوكب الأحمر، قد تعرضت لنشاط دینامیکی بر کانی کبير ربما أنشط من هذا الذي تعرض له قمر الأرض . اثبات هذا يوجد في كثير من التراكيب التكتونية، والتي يصل طولها في بعض الأحيان الى 4000 كم بالاضافة الى تجمعات بركانية مثيرة •
من أهم التراكيب التي تجلت للجيولوجيين درع برکانی عملاق على سطح المريخ ، وبهذا فان قشرة السطح في الكوكب الأحمر لیست کمثيلتها الأرضية في شكل رفوف قارية مسطحة يتحرك بعضها بالنسبة للأخر ، ولهذا فلا توجد جبال صدعية •
أما الرياح و الصواعق و عمليات الحمل و نقل التربة فقد تركت بصمات على سطح الكوكب.
وجود الماء على المريخ وبرغم أن الأرض المنخفضة لم تكن في وقت من الأوقات أحواضا لبحار ، الا أن وجود أحواض نهرية وودیان غفيرة توضح أن الكوكب ، الجاف جدا الآن ، كان يستحوذ على كميات وفيرة جدا من الماء السائل.
كان من الممكن لجو المريخ الذي يسوده الجفاف الآن أن يكون رطبا لو تكون غشاء رقيق من الماء بسمك قدره بضعة میکرومترات ، اذ انه سيتحكم من خلال هذا فى تكثيف بخار الماء الموجود في الجو . على الرغم من هذا فان الماء يوجد على سطح الكوكب ولكن في صورة متجمده فطاقيتي هذا الكوكب عند القطبين تتكون من ثلج حقیقى .
وفي شتاء هذا الكوكب تتكون بقع قطبية كبيرة من الأحماض الكربونية المتجمدة وهذه ذات انتشار واسع .
تحتوي هذه الأحماض الكربونية على 95٪ من حجمها على ثاني أكسيد الكربون بالاضافة الى ۲-۳٪ من النيتروجين ونسبة الأرجون فيها تصل إلى ۱- ۲٪ من الغلاف الجوي الرقيق جدا ، والذي يصل فيه الضغط عند السطح إلى 6 میللیبار.
ويحتمل أن يوجد في تربة المريخ احتیاطی مائي في حالة متجمدة "
ان احتمال وجود ماء في حالة انسيابية و التشابه الكبير بين الكوكب الأحمر والأرض يز کی وجهة النظر القائلة بامكانية نشأة حياة على سطح الكوكب في الأزمنة الغابرة.
وآثار هذة الحياة تعلن عن نفسها في صورة مكونات بدائيةفي أماكن مناسبة من تربة المريخ .
تجارب البحث عن الحياه على المريخ
تتمتع هذه المكونات البدائية بمقاومة عالية لهذا تابع
الناس باهتمام خاص ما قامت به محطات البحث الفضائية
الأمريكية من تجارب على سطح الكوكب .
كان هدف هذه التجارب هو محاولة اثبات وجود حياة من عدمها.
ففي عام ۱۹۷۹ ، ۱۹۷۷ تم اختبار عينات من تربة الكوكب بطرق ثلاث بواسطة المعمل الصغير الذي تحمله السفينة .
في أحد هذه التجارب ثم تهيئة جو مریخی صناعی، مشبع ثاني أكسيد الكربون فيه بالكر بون 14 المشع.
وعرضت هذه العينة للضوء لعدة أيام ثم وضعت فيه عينة من تربة المريخ .
ومعرفة وجود أحياء صغيرة من عدمه في هذه التجربة يتم
بمراقبة التغيرات الضوئية .
فائدة الكربون المشع في هذه التجربة هو تنشيط هذه الكائنات الحية ان كان لها وجود ، حيث ان الكربون المشع في هذه الحالة يكون قد استنفذ بواسطة هذه الكائنات عن طريق الامتصاص .